فجأة اقتحمت الفنانة الشابة قمر الساحة الغنائية. لم يكن مميزا الكليب الذي قدمته لأغنية نمطية تشبه السائد، ولا صوتها وأداءها اللذين يشبهان إلى حد كبير صوت الفنانة هيفاء وهبي وأداءها. بل كان لافتا الشبه الكبير بينها وبين هيفاء، الأمر الذي دفع بأعداء الأخيرة من الصحافيين إلى تلقي قمر وإحاطتها برعاية خاصة، فبدا كأنها صنعت لضرب نجاح شبيهتها وحرق نجوميتها. غير أن الأحداث المتسارعة ما لبثت أن أوضحت صورة أكثر قسوة، إذ تبين أن هذه الجميلة الآتية إلى الفن بأحلام وردية، ليست سوى زوجة معذبة لفنان شهير، وفتاة عانت في صغرها الأمرين. كيف برزت قمر؟ وكيف قدمت نفسها للمرة الأولى إلى الجمهور؟ لقاؤها الأول مع الصحافة كان بمثابة بطاقة هوية لها، أو كما أرادت هي أن تكون، فقدمت نفسها على أنها فتاة في التاسعة عشرة من عمرها، تعيش مع أمها وشقيقتها الصغرى، فتاة مدللة ترفض والدتها تشبيهها بهيفاء وتقول لها 'لا توجد فتاة تتمتع بجمالك'، ليست قضية جمال قمر ما أرادت إظهاره من خلال المقابلة، بل أكثر من ذلك حاولت الظهور بمظهر الفتاة المدللة التي تحظى برعاية والدتها وعطفها. ورفضت قمر تشبيهها بهيفاء لأنها أرادت لنفسها خطا خاصا بها، بعيدا عن الابتذال، يناسب عمرها. واعترفت أنها اضطرت إلى ترك المدرسة في سن الخامسة عشرة، عندما انتقلت وعائلتها إلى بيروت، حيث عملت في محل لبيع الثياب، خصوصا أن والدها توفي وهي في سن الرابعة عشرة. وأشارت قمر إلى أن عمها المقيم في ألمانيا تكفل بتحمل مصاريف العائلة، لكونه ميسورا وأحواله على ما يرام. وأوضحت قمر أن والدتها راضية تماما عن احترافها الفن. كما تحدثت قمر عن حبيبها الذي كان سيتزوجها قبل أن يقرر السفر إلى الخارج والزواج بأخرى. ووعدت الفنانة الشابة جمهورها أن تقدم له فنا جميلا راقيا، بعيدا عن الابتذال وأن تحافظ على صورتها. غير أن هذه الصورة سرعان ما انكسرت، بعد أن قامت إحدى المجلات اللبنانية بفضح قمر، والكشف أنها متزوجة من الفنان الشاب آدم، وأنها اشتكت عليه وسجنته في أحد مخافر بيروت مع والده، واتهمته بضربها ضربا مبرحا بعد تعاطيه المخدرات، غير أن فحص الطبيب الشرعي أثبت أن دم الزوج نظيف فأخلي سبيله. المجلة التي اجرت اللقاء الأول مع قمر شعرت بالاحراج، فما كان من الفنانة إلا أن ظهرت من جديد على صفحاتها لتعلن حقيقتها المرة التي حرصت على إخفائها. فما هي حقيقة قمر التي اعترفت بها على لسانها، طالبة الاعتذار عن بدء مسيرتها الفنية بكذب أرادت منه تحسين صورتها؟ في لقائها الثاني مع الصحافي، اعترفت قمر بأنها تزوجت من الفنان آدم منذ سنة، وأنها كانت تقيم معه في منزل أهله، واتهمته بتعاطي المخدرات وبأنه يضربها في نوبات إدمانه، وأكدت أنها طلبت منه الطلاق لكن اشترط عليها أن تتنازل عن المؤخر، فما كان منه، بحسب روايتها، إلا أن ضربها ورماها في الشارع، فنقلها عمها إلى المستشفى بعد أن حاولت الانتحار، واشتكت عليه أمام القضاء اللبناني، غير أن واسطته الكبيرة كانت سببا في إخراجه من السجن بحسب قمر. وأكدت قمر انه ارغمها على إجهاض جنينها، وأنه شجعها على الغناء قبل أن تكتشف أن والدته كانت تنوي استغلالها. وعن حقيقة وضعها، اعترفت قمر أنها من عائلة لبنانية بسيطة، اعتقل الوالد في السجون السورية عندما كانت طفلة ولم تعد تعرف عنه شيئا، ثم تركتها والدتها وتزوجت، ووضعتها في ميتم لمدة 12 سنة لم تسأل خلالها عنها، قبل أن تخرج وتقيم في منزل جدتها التي توفيت قبل أسابيع قليلة، لأن زوج والدتها رفض إعالتها، وعملت في معمل خياطة ومحل مجوهرات، ثم انتقلت إلى سوريا حيث احترفت الغناء. وتقول قمر شبيهة هيفاء وهبي إنها تعذبت في الميتم، لكن عذابها هناك لا يقاس بمدى المعاناة التي عاشتها منذ خروجها من الميتم، متمنية لو بقيت هناك. إذا قمر لم تأت لضرب نجاح هيفاء كما ظن الكثيرون، إنما هي نتاج بيئة فقيرة وعائلة مفككة الأوصال، قصتها تشبه قصص معظم النجمات اللواتي قررن أن يصبحن نجمات كي يهربن من واقعهن الأليم، فهل فكرت قمر بعواقب كذبها، أم هي دعاية أرادت من خلالها أن تظهر إلى الأضواء بقوة، خصوصا أن معظم نجمات اليوم يمتلكن تاريخا غير مشرف؟