عملية تحويل المعادن الرخيصة والمتوفرة إلى معادن أغلى كالذهب والمعادن والأحجار
الكريمة كانت حلما راود الكثير من أشهر العلماء على مر التاريخ, من أشهرهم على
سبيل المثال لا الحصر الكيميائي العربي جابر ابن حيان الذي نجح في إخفاء الذهب
وإعادة إستخراجه من جديد بواسطة سلسلة من العمليات الكيميائية حيث يعود لابن
حيان الفضل في اختراع الماء الملكي (مزيج من حمض النيتريك وحامض
الهيدروكلوريك) أحد المواد القليلة التي تستطيع إذابة الذهب (ولا يزال قيد الاستعمال
حتى الآن في عمليات تنظيف الذهب). ومن العلماء أيضا الفيزيائي البريطاني الشهير
السير إسحاق نيوتن الذي أفنى سنوات طوال من عمره في محاولة إعادة إحياء
الأسطورة المصرية القديمة “حجر الفلاسفة” الذي يقال عنه أنه كان بإمكانه تحويل
المعادن الرخيصة إلى ذهب!. محاولات كثيرة جميعها تناثرت أدراج الرياح ومنيت
بالفشل الشديد حتى أعلن المجتمع العلمي في بدايات القرن الماضي إستحالة الحصول
على الذهب من معادن أخرى.. قناعة لم تستمر طويلا حتى تلاشت وتبددت حين أعلن
العالم الفذ والرائد في مجال الفيزياء البروفيسور في جامعة طوكيو الإمبراطورية
“هانتارو ناجا أوكا Hantaro Nagaoka” تمكنه من تحويل 1 ميلليجرام من أحد
نظائر الزئبق إلى ذهب بنجاح وذلك في عام 1924 أي قبل 88 عاما من الآن!! وهو
إعلان هز المجتمع العلمي بكامله وأعاد أسطورة حجر الفلاسفة للحياة من جديد.
لم يجتمع العلماء حتى الآن على معرفة ما هي أصول تكوين الذهب ولكن كما نشرت
وكالة ناسا للفضاء عن أصل الذهب فإن إعتقادهم يتلخص في أن العناصر النادرة
والغنية بالنيوترونات كالذهب في الأغلب فإن الأسهل لها أن تتكون في ظروف غنية
بالنيوترونات وهي غير متوفرة على الكرة الأرضية بشكل طبيعي لذا فهم يعتقدون أن
الذهب لا بد له من أن يتكون في ظروف طبيعية غنية بالنيوترونات كالإنفجارات
الكبيرة للنجوم ومن ثم تتساقط وتتوزع في أرجاء الكون. وهذه بالفعل نفس الطريقة
التي أتبعها البروفسور هانتارو أثناء الدراسات الأولى على المفاعلات الذرية حيث قام
بوضع أحد نظائر الزئبق القريبة من العدد الذري للذهب في مفاعل ذري غني
بالنيوترونات من ما جعلها تكتسب العدد اللازم من النيوترونات وتتحول إلى مادة
أخرى وهي الذهب ولكن من أهم عيوب الذهب الذي أنتجه البروفيسور كانت التكلفة
العالية لإنتاج الذهب بالإضافة إلى أن الذهب الناتج من هذه العملية كان يتمتع بنشاط
إشعاعي عالي.