السيرة الذاتية للفنان عبد الحليم حافظ
الولادة والنشأة و الطفولة:
ولد عبد الحليم بن علي إسماعيل شبانه في 21حزيران عام 1929 في قرية الحلوات بمديرية الشرقية –تشتهر بجمال أصوات أهاليها – والده علي إسماعيل شبانه اشتهر بأغانيه الجميلة وصوته العذب وتشتهر عائلته بالأصوات الرخيمة وهم من أهل الفن و الغناء ومن أعيان القرية .
والدته من عائلة عماشة من قرية الزقازيق وقد وافتها المنية في ساعة ولادة عبد الحليم وبعد فترة وجيزة توفي والده حزنا على زوجته التي كان قد أخذها بعد قصة حب طويلة فتوفي شابا لا يتجاوز الثلاثين , فعاش حليم يتيما وكان الولد الرابع وأصغرهم فتعهد أخوه الكبير إسماعيل شبانه بتربيته وأشرف عليه ولقنه الغناء والموسيقى , أما شقيقه محمد فكان مرافقا لحليم وأمينا لسره بينما أخته الكبرى علياء- زوجة عبد القادر الشناوي شقيق النجم كمال الشناوي- فكانت بمثابة أم لعبد الحليم.
لما توفيت والدة حليم حضنته وأرضعته عمته وتوفيت قبل فطامه فانتقل مع أخيه إلى دار خاله متولي بن أحمد عماشة الذي كان موظفا في بنك التسليف فكان حليم دائم الحزن منطويا على ذاته وحينما بلغ السادسة من عمره ألحقه خاله إلى كتاب الشيخ أحمد بيد أنه هرب لقسوة الشيخ وكان منذ الصغر عاشقا للموسيقي حيث كان يقف ساعات أمام دكان البقال أملا بان يستمع لأغاني من المذياع لعبد الوهاب أو ام كلثوم وتأثر بصغره بالموالد التي كانت تحيها القرية وأثرت على ثقافته الموسيقية .
في الثامنة من عمره سقط باب ضخم على ساقه اليسرى ف**رت ووضعت في الجبس وجلس في مشفى الزقازيق قرابة الشهرين ,وفي الحادية عشر من عمره سقط من فوق سور عال كان قد تسلقه على كومة من الحطب ف**رت ساقه اليسرى مرة أخرى و أصيب بشرخ في العمود الفقري وبقي في المشفى حوالي سبعة أشهر –كان منذ صغره يحب المجد والعلو فكان يحب الأماكن العالية- فأهداه شقيقه إسماعيل مذياعا ليسمع من خلاله صوت وألحان أستاذه محمد عبد الوهاب, وفي نفس السنة اكتشف انه يعاني من البلهارسيا.
بداية النبوغ الموسيقي
في عام 1942 جاء حليم مع أخيه إسماعيل إلى القاهرة فألحقه أخوه بمعهد الموسيقى العربية وكان تأشيرة دخوله للمعهد غنائه أغنية عبد الوهاب (علموه كيف يجفو فجفا ) فأذهل اللجنة الفاحصة .
أول دراسته كانت إتمام مبادئ العزف على البيانو ودراسته للأصوات فأقام مع أخيه حياة بسيطة لا تشغل باله إلا دراسته فلم يرسب أية سنة كونه كان يتطلع إلى معهد آخر كان قد افتتح لأول مرة في مصر هو المعهد العالي للموسيقى المسرحية.
في عام 1945 أقنعه الأستاذ حسن الشجاعي بالدخول للمعهد العالي للموسيقى المسرحية واختار له قسم الآلات فدرس آلة الابوا وتعرف على صديق عمره كمال الطويل الذي كان في قسم الغناء والأصوات وكان زملائه حينها جبابرة وعمالقة مصر(أحمد فؤاد حسن,علي إسماعيل,فؤاد صلحي,فايدة كمال , كمال الطويل .السيد إسماعيل و صالح الكواني ) فنشأت صداقة متينة بينهم ألقت بظلها على سماء مصر وكتبت أسمائهم بحروف من ذهب في تاريخ الفراعنة ,وقد تفرغ حليم للغناء بالصدفة كما يذكر في مذكراته حيث كان ينتظرون المطرب عبد الغني السيد لتسجيل أغنية من ألحان كمال الطويل فتأخر المطرب وما كان من كمال إلا أن طلب من حليم أن يغني وما كان أن ينتهي من الغناء حتى كانت الدهشة والإعجاب بادية على وجوه كل الحاضرين .
تخرج حليم من المعهد العالي بدرجة متفوقة حيث كان ترتيبه السادس وتولى امتحانه أستاذ ايطالي أعجب بموهبته فقرر إرساله إلى ايطاليا لاستكمال دراسته الموسيقية ولكن القرار لم ينفذ فتابع في مصر وحصل على دبلوم ثم بحث عن وظيفة في القاهرة ليعيش منها فلم يجد سوى تعيينه في وزارة المعارف مدرسا للموسيقى في مدرسة بنات بطنطا بالمقابل كان حليم مقيما في القاهرة فكان يذهب صباحا للعمل ويأتي مساء لداره بعدها نقل إلى مدرسة بنات بالزقازيق وأخيرا إلى مدرسة بنات بالقاهرة.
ولما تكونت فرقة أور**ترا الإذاعة طلبوا حليم للعمل عازفا على آلة الابوا فالتقى بصديقه كمال الطويل وكان ينام عنده وفي الصيف ينتقلان إلى دار آل الطويل في الإسكندرية سمع حافظ عبد الوهاب حليم صدفة فأعجب به وأقنعه بان يتقدم إلى لجنة امتحان الأصوات فوقف أمام اللجنة وغنى أغنية عبد الوهاب (مضناك جفاه مرقده ) و لأم كلثوم (ظلموني الناس,ظالم) واستمر الفحص الساعتين ونيف فكان النجاح حليفه.
استبدل حليم اسم عائلته من شبانه إلى حافظ فصار اسمه عبد الحليم حافظ وكان ينادي حافظ عبد الوهاب ببابا حافظ.
حضر حليم فحص القبول للتسجيل في الإذاعة وكانت اللجنة الفاحصة مؤلفة من أم كلثوم ,محمد عبد الوهاب ,حافظ عبد الوهاب ,محمد القصب جي وطه نصر فأعجبت به اللجنة وقررت التعاقد معه كما تعاقد معه محمد عبد الوهاب بعقد لمدة سنتين.
مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
في عام 1952 قامت الثورة في مصر بقيادة القائد الراحل جمال عبد الناصر وبولادة الثورة ولد نجم الثورة وبدأ نجمه ي**غ في سماء مصر بداية لطلوعه ,فجاء متعهد الحفلات العامة صديق أحمد واتفق مع حليم لضمه إلى الفرقة الفنية المؤلفة من تحية كاريوكا وشهرزاد ونجاة الصغيرة وكارم محمود وغيرهم ,فغنى حليم أغانيه(صافيني مرة,لقاء) ولم تلق الاستحسان من الجمهور بل على الع** تحرش به وطلبوا منه غناء أغان غير أغانيه إلا أن حليم أصر على أغانيه وما كان عليه إلا أن ينزل من الصالة وهو يتصبب عرقا ولم يصغ للجمهور بتغيير الأغاني لأنه كان مؤمنا بلون أغانيه وأصر على أن الجمهور سيعتاد عليها فيما بعد ولن يغني غيرها.
خرج حليم من الصالة والدموع تنهال من عينيه على حظه العاثر ولكنه لم ييأس بل خاطب نفسه بأنه سيأتي اليوم الذي يحس به الناس ويقدرون فكرته بالغناء .
وفي 18 تموز من عام 1953أحيا حليم حفلة أضواء المدينة في حديقة الأندلس واعتبرت حفلته الرسمية وكان أول احتفال بإعلان الجمهورية حيث كان فنان الشعب يوسف وهبي يقدم المطرب الشاب بقوله( اليوم أزف لكم بشرى ميلاد الجمهورية وأقدم لكم الفنان عبد الحليم حافظ) ولم يكن ترحيبا عاديا بحليم بل كان تنصيبا جديدا لنمط جديد من الغناء وثورة غنائية بحتة حيث أحدث حليم- مع كمال الطويل والموجي ومرسي جميل عزيز الذين اعتبوا جندا للثورة وليس كفنانين فقط- ثورة في الغناء بأغان خفيفة وترسيخ لأسلوب جديد في الغناء الشرقي اعتمدت على أسلوب الخمس دقائق معتمدة على إيقاعات ومقامات شرقية معتادة ممزوجة بحس غربي في توزيع موسيقي لا يفتقد للوعي وجاء متفقا مع الانفتاح الموسيقي وخاصة مع انتشار الإذاعة والاسطوانات وقاد حليم جيلا كاملا من المطربين نحو التغيير وكان في عيد الثورة ملك العيد حليم ونجحت الحفلة وذاع صيته واعتبر المطرب الأول على مسارح القاهرة وأصبح أنشودة على لسان الجماهير.
سجل حليم أغنيتي (صافيني مرة) و( على قد الشوق ) لإذاعة الشرق ثم سجلهم لإذاعتي لندن وصوت أمريكا فبدأ الحظ يبتسم له.
في صيف عام 1954 غادر حليم إلى الإسكندرية وغنى هناك فضجت الصالة وكتبت الصحف عن نجاحه الساحق وبدأت سفينته تتراءى للجماهير في شاطئ الإسكندرية وبدت من أجمل سفنها فغنى أيها الراقدون وعلى قد الشوق بناء على طلب الجماهير.
شارك حليم في عدة أفلام سينمائية ويعتبر من الممثلين المقبولين لدرجة انك لا تتمالك نفسك وأنت تراه على الشاشة فتحبه وتعطف عليه ومن أكثر الأدوار مناسبة له هو دور الشاب المظلوم المغلوب على أمره ولعل الحزن في حياته كان سببا من أسباب شخصيته الحزينة في التمثيل ناهيك عن الغناء.
ظهر حليم لأول مرة بصوته فقط في فيلم بعد الوداع بأغنية (ليه تحسب الأيام ) من كلمات فتحي قورة وألحان علي فراج في عام 1953,وظهر أيضا بصوته فقط في فيلم بائعة الخ** حيث غنى لشكري سرحان بصوته ( أنا أهواك ) أما المطربة برلنتي حسن فغنت بصوتها لماجدة وأيضا في نفس العام.
في عام 1955 بدأ حليم تصوير أول أفلامه (أيامنا الحلوة) حيث تقاضى عنه حليم أجرا 800 جنيه مع المخرج حلمي حليم ومن بطولة فاتن حمامة وعمر الشريف وأحمد رمزي فغنى حليم *(هي دي هي),(ليه تشغل بالك),(الحلوة حياتي),(يا قلبي خبي),(الوسادة الخالية)* واعتبر هذا الفيلم برأي النقاد المصريين عام 1996 أفضل مئة فيلم في تاريخ مصر و اكتشافا للوجه الجديد أحمد رمزي وقيادة جيدة للمخرج لحليم في أول أفلامه والجدير بالذكر أن احمد رمزي نال استياء الجمهور بسبب لكمه لحليم في سيناريو الفيلم.
بالمزامنة معه صور حليم فيلم (لحن الوفاء) مع المخرج إبراهيم عمارة وتقاضى عنه أجرا 300 جنيه ومن بطولة شادية و زوزو نبيل وحسين رياض وغنى فيها *(لا تلمني,احتار خيالي,على قد الشوق, أحن إليك ,تعالي أقلك ,لحن الوفاء)* إلا أن عرض لحن الوفاء كان قبل أيامنا الحلوة بأسبوع واحد.
وقدم في نفس العام فيلما جميلا آخر هو (ليالي الحب) مع المخرج حلمي رفله والممثلين عبد السلام النابلسي وآمال فريد وغنى فيها*(كفاية نورك ,حلفني ,ياسيدي أمرك )*, وقدم أيضا فيلم (أيام وليالي ) مع المخرج بركات وبطولة إيمان وأحمد رمزي ومحمود المليجي وغنى في الفيلم *(توبة,أنا لك على طول ,شغلوني,إيه ذنبي إيه)* شهد عام 1955 عرض أربعة أفلام من بطولة العندليب فسمي العام الذهبي لحليم.
ابتسم الحظ لحليم في عام 1956 ليشارك ببطولة أول فيلم مصري سكوب ملون (دليلة) من إخراج محمد كريم وغنى فيها حليم *(حبيب حياتي,كان فين زمان ,إلي انشغلت عليه ,حرام يا نار ,إحنا كنا فين ,متقلش بكرة)*, وفي نفس العام قدم فيلما جميلا آخر بعنوان(موعد غرام )من أخراج بركات وبطولة فاتن حمامة وزهرة العلا و عماد حمدي وغنى فيها*(لو كنت يوم أنساك,صدفة,حلو وكذاب,بيني وبينك إيه)*.
في عام 1957 شارك حليم ببطولة فيلم ( الوسادة الخالية) عن قصة الكاتب المغامر إحسان عبد القدوس وإخراج المبدع صلاح أبو سيف في قضية العلاقة بين الرجل والمرأة وهي المرة الأولى التي يتخلى فيها حليم عن تمسكه بحبيبته وقبوله النهاية البديلة وكأنما أراد أن يقول لمحبي فيلمي لحن الوفاء ودليلة أنه أصبح أكثر نضجا, قاسمه البطولة الوجه الجديد لبنى عبد العزيز وغنى حليم فيها*(في يوم من الأيام ,تخونوه ,أول مرة ,مشغول),ولعل هذا العام كان موعد أول لقاء فني بين حليم والموسيقار بليغ حمدي بأغنية تخونوه حيث لفت لحن الأغنية حليم عندما كان بليغ يقوم ببروفات خاصة للنجمة ليلى مراد فاستأذن حليم منها ليرفقها بفيلم الوسادة الخالية وأصبحت الأغنية من أهم أغاني حليم,في نفس العام قدم حليم فيلمي (فتى أحلامي) و (بنات اليوم )والأخير من بطولة ماجدة وإخراج بركات .
في عام 1959 شارك حليم بطولة فيلم( شارع الحب) مع صباح وإخراج عز الدين ذو الفقار وأيضا شارك في فيلم (حكاية حب) الذي توقف ثلاثة أشهر بالكامل على الرغم من بناء الديكورات إلا أن بداية مرض حليم وسفره للخارج لإجراء عملية جراحية أوقف التصوير وظهر كضيف شرف في فيلم إسماعيل ياسين بوليس حربي,
تلاه في سنة 1960 بفيلم البنات والصيف حيث بدأت قصة الحب المشهورة بينه وبين سعاد حسني.
في عام 1961 لعب بطولة فيلم (يوم من عمري ) مع زبيدة ثروت وإخراج عاطف سالم ليغني فيها *( بعد إيه ,خايف أحب ,بأمر الحب ,ضحك ولعب)* وشارك في بطولة فيلم آخر بعنوان (الخطايا) من إخراج حسن الإمام وبطولة نادية لطفي ومديحه يسري وحسن يوسف وغنى فيها* (وحياة قلبي ,مغرور ,لست أدري ,قولي حاجة ,الهوى).
في عام 1967 ظهر إلى النور فيلم معبودة الجماهير بعد أربعة سنوات من المشاكل الإنتاجية والتوقفات والذي كان قد بدأ تصويره من عام 1963 واستغرقت أغنية بلاش عتاب من ألحان كمال الطويل أربع سنوات هي طول أيام تصوير الفيلم وغنى حليم في الفيلم *(حاجة غريبة ,جبار,بلاش عتاب ,لست قلبي ,أحبك)*.
آخر أفلام حليم كان أبي فوق الشجرة سنة 1969 مع ميرفت أمين ونادية لطفي ومن إخراج حلمي رفلة وغنى فيها *(قاضي البلاج,الهوى هوايا ,أحضان الحبايب,خليل القلب,جانا الهوى)*
وحقق هذا الفيلم رقما خياليا في بقائه بدور العرض حيث استمر لمدة 52 أسبوع متواصل .
أما في مجال التمثيل الإذاعي فقد شارك حليم بمسلسل إذاعي واحد سنة 1973 بعنوان (أرجوك لا تفهمني غلط ) وذلك مع نجلاء فتحي وعادل إمام ومن إخراج محمود علوان.
علاقته مع محمد عبد الوهاب:
تعاقد عبد الوهاب سنة 1953 مع حليم على بطولة فيلمين هما بنات اليوم وأيام وليالي ولحن أول أغانيه للعندليب سنة 1955 وكانت أغنية توبة التي ظهرت بعد ذلك في فيلم أيام وليالي.
في مهرجان الأندلس وبمناسبة عيد الثورة الثالث عام 1955 دعي حليم نجم السينما الجديد ليشترك في المهرجان وعرض فيلمه أيام وليالي فكان خائفا محتارا وجاء صوت النجم كامل الشناوي ليقدم نجوم السهرة ويقول للجمهور بأن الأغنية الجديدة التي جاءنا بها هي توبة فاستقبله الجمهور بوجوم لأنها أغنية صوفية ولا تناسب لون المهرجان,فأشار حليم للفرقة الموسيقية بعزف الافتتاحية واستقبلت بالتصفيق إلى أن غنى حليم (توبة ..توبة) فكان الجمهور ينظر إليه بسخرية إلى أن وصل إلى (توبة إن كنت احبك تاني ) فانفجر المسرح بالتصفيق الطويل للمفاجأة غير المنتظرة ونقلت الإذاعة الأغنية وانهالت طلبات المستمعين عليها .
دخل عبد الوهاب مع حليم شريكا في شركة إنتاج اسطوانات لتصبح جزءا من شركة أفلام العالم العربي ثم تغير اسمها لتصبح صوت الفن وذلك عام 1961 وحدث خلاف وحيد بين أفراده وذلك عند إنتاج فيلم الخطايا حيث كانت أغنية قوللي حاجة التي لحنها عبد الوهاب من ضمن أغاني الفيلم وعندما وضعها المخرج حسن الإمام في سياق الفيلم قرر أن يقطع الموسيقى لمدة عشر ثواني عندما تتلاقى نظرات حليم و نادية لطفي فثار عبد الوهاب على ذلك وقرر إعادة مونتاج الفيلم الذي كان قد نسخ عدد كبير منه .
أهدى عبد الوهاب أغنية لست أدري إلى حليم ليغنيها بعد أن كان قد غناها في فيلم رصاصة في القلب عام 1944.
في سنة 1974 غنى حليم أغنية من أجمل أغانيه(فاتت جنبنا ) من كلمات حسين السيد والحان محمد عبد الوهاب .
أول نشيد وطني غناه حليم في حياته الفنية كان ( العهد الجديد) سنة 1952 من كلمات محمود عبد الحي وألحان عبد الحميد توفيق زكي وقد غناه بعد قيام ثورة 23 تموز.
وأول قصيدة تغنى بها حليم كانت( لقاء) سنة 1954 من كلمات صلاح عبد الصبور وألحان كمال الطويل.
في سنة 1956 كان أول لقاء فني وطني بين حليم وصلاح جاهين وكمال الطويل مع أغنية (إحنا الشعب) وأول أغنية يغنيها للرئيس جمال عبد الناصر بعد اختياره شعبيا لكي يكون رئيسا للجمهورية.
قدم عبد الوهاب أول أغانيه الوطنية لحليم بعد العدوان الثلاثي على مصر وكانت الأغنية (الله يا بلدنا).
غنى حليم سنة 1960 (حكاية شعب ) من كلمات أحمد كامل وألحان كمال الطويل وذلك في حفل أضواء المدينة الذي أقيم بأسوان للاحتفال بوضع حجر الأساس بعد بناء السد العالي وقد حضر الحفل جمال عبد الناصر وظل الجمهور صامتا طوال فترة الأغنية مما أثار إحساسا بالقلق من الفشل وعندما أعطيت إشارة النهاية حدثت المفاجأة فقد قوبلت الأغنية بعاصفة من التصفيق الشديد خاصة من قبل رجال الثورة.
في سنة 1962 غنى حليم لشعب الجزائر وكفاحهم من أجل الاستقلال ونيلهم لحريتهم فغنى أغنية (الجزائر).
في عام الن**ة أقام حليم في مبنى الإذاعة برفقة عبد الرحمن الأبنودي وكمال الطويل لتكون الحصيلة عشرة أغنيات متعلقة بالمعركة وأهمها أغنية (أحلف بسماها ) التي وعد حليم أن يغنيها في كل حفلاته إلى أن تتحرر ارض سيناء.
جاء موعد حفلته التاريخية أمام 8 ألاف شخص في قاعة ألبرت هول بلندن لصالح المجهود الحربي لإزالة آثار العدوان فقدم حليم أغنية (المسيح) للأبنودي والحان بليغ حمدي وأعنيه (عدي النهار ).
بعيد حرب تشرين التحريرية والانتصار غنى حليم (عاش اللي قال) من كلمات محمد حمزة والحان بليغ حمدي وكانت أول أغنية أشاد بها وفي دور الرئيس الراحل السادات في انتصار مصر.
وجاء موعد آخر عمل بين حليم والطويل مع أغنية (صباح الخير يا سينا ) وذلك في عام 1974,
وبعد افتتاح قناة السويس للملاحة العالمية سنة 1975 غنى حليم آخر أغانيه الوطنية (النجمة مالت على القمر )من كلمات محسن الخياط والحان محمد الموجي وأغنية (المركبة عدت)من كلمات مصطفى الدمراني والحان محمد عبد الوهاب.
بدأت صحة حليم تتدهور ومرضه يزداد قوة فاشترى في/ 3/ نيسان عام1973 شقة في لندن من صديقه محمد نصير حتى يتسنى له البقاء مع أطبائه الأخصائيين بمستشفيات لندت حيث تقضى الضرورة أن يكون تحت رعايتهم والكشف عليه من وقت لآخر، وفي 15-نيسان 1973 سافر عبد الحليم إلى أمريكا للعلاج وظل تحت مراقبة الأطباء شهراً ونصف نصّحوه خلالها بعدم إجهاد نفسه والتوقف عن الغناء والتمثيل حتى لا تسوء حالته.
سافر عبدالحليم إلى فرنسا في 20-نيسان-1974- للعلاج على نفقة الملك حسن ملك المغرب واستغرق علاجه شهرين ونيف تحت إشراف الطبيب العالمي (سارازان).
وفي 5-يناير رأى حليم أن يدخل صديقه ومحاميه مجدي العمروسي بأن يتولى الإشراف على إدارة صوت الفن كشريك في الشركة بنسبة 15% تنازل عن نصفها من نصيبه كما تنازل عبد الوهاب عن النصف الآخر.
سافر حليم إلى مستشفى سان جيمس و بعد إجراء عدة عمليات لم يستطع جسمه الضعيف الذي أنهكه التعب من تحمل المرض وظل بها 29 يوما وتوفي عند الساعة العاشرة من مساء الأربعاء 30 آذار عام 1977 بعد صراع مع المرض ,وقد عرف مرضه سنة 1956 عندما أصيب بآلام حادة اضطرته للسفر إلى بريطانيا لإجراء الفحوصات وبعد الفحوصات ثبت إصابته بتلف في الكبد سببه البلهارسيا وبعد حوالي عشرين عاما من اكتشاف المرض توفي الهرم المصري تاركا وراءه أغان تجعله حيا في ذاكرة جمهوره وأنشودة تتناقلها الألسن على مر العصور .
وكانت أربعة فتيات مصريات قد انتحرن بعد السماع بنبأ وفاة حليم أما الموسيقار عبد الوهاب فكادت الصدمة أن تودي بحياته ,وقد ظلم الناس حليم بقولهم انه يدعي المرض لي**ب عطف الجمهور .
فتح مقبرة حليم بعد ثلاثة عقود من رحيله:
تم فتح قبر حليم بعد مرور 29 عام على رحيله بناء على طلب أسرته ولجنة حكومية لحماية المقبرة من تسرب المياه الجوفية إليها .
ذكر العمروسي في كتابه أعز الناس الإحصائيات التالية:
ولد حليم عام 1929 وغنى لأستاذه عبد الوهاب 29 لحنا وتوفي وعمره 48 عاما وقدم 48 لحن وأغنية وطنية وعاش 17199 يوم يعني 47 سنة و9 أشهر و9 أيام أما عدد الأفلام التي قام ببطولتها 16 فيلما غنى فيها 77 أغنية وكان عدد الممثلين والممثلات الأوائل الذين مثلوا أمامه 77 فنانا وفنانة وتوفي عام 1977.
حدث في حياة حليم :
تقابل مع صديق العمر الأستاذ مجدي العمروسي في بيت مدير الإذاعة الإذاعي الكبير فهمي عمر سنة 1951.
ظهرت أغنية على قد الشوق في الإذاعة لأول مرة من كلمات محمد علي احمد والحان كمال الطويل في سنة 1954.
في سنة 1956 أصيب بأول نزيف في المعدة عندما كان مدعوا على الإفطار بشهر رمضان لدى صديقه مصطفى العريف
في عام 1964 وقع خلاف بين حليم وأم كلثوم بعدما أخرت دخوله إلى المسرح في حفلة عيد الثورة وقال يومها قبل غنائه إنه لشرف عظيم أن يختتم مطرب حفلا بعد أم كلثوم ولكني لا ادري إذا ما كان غنائي اليوم شرف ام مقلب من ام كلثوم.
في سنة 1965 منع حليم من الغناء في حفلة عيد الثورة بسبب ما حدث من ام كلثوم إلا أن جمال عبد الناصر رد له اعتباره عندما أعلن عن إقامة حفلة أخرى في الإسكندرية بعد الأولى بيومين والتي اصدر أمرا بأن يقوم حليم بإحيائها مع من يشاء من المطربين.
في سنة 1976 آخر ما تغنى به حليم قصيدة قارئة الفنجان من كلمات شاعر دمشق نزار قباني والحان محمد الموجي وذلك في حفلة شم النسيم.
أسطورة من القلب إلى القلب:
عمق الصوت والإحساس العالي والعاطفة الجياشة في تأثيره على الناس جعل من حليم أسطورة فتسمع منه أنغاما حلوة عذبة وكأنه يهمس في أذنك رسالة أو رواية غرامية فكأنه خلق ليكون مغنيا .
أبدع في اللغة العامية كما أبدع في الفصحى التي كان يتدخل في الصغيرة والكبيرة من القصيدة حتى انه كان أحيانا يعدل الأبيات فغنى يا ملكا قلبي وقارئة الفنجان كما غنى موعود ونبتدي منين الحكاية فكان في العامية يدخل للقلب تماما كما الفصحى .
غنى حليم أغان من تأليف (( محمود إسماعيل ,سمير محجوب,عبد المنعم السباعي .صالح جودة ,إبراهيم كامل رفعت,أمام الصفتاوي,محمد حمزة ,عبد الرحمن الأبنودي ,محمد نجيب ,كامل الشناوي,عبد الله الفيصل ,عبد الفتاح مصطفى ,فتحي قورة ,حسين السيد,خالد بن سعود,وشاعر الثورة صلاح جاهين وغيرهم..)).
ولحن له (( محمد الموجي ,كمال الطويل ,محمد عبد الوهاب محمود الشريف ,رياض السنباطي,علي فراج ,بليغ حمدي ,حسين جنيد وغيرهم..)).
أثرت وفاة والد ووالدة حليم على حياته بشكل كامل فكان حليم والحزن صديقين دائمين حتى في ضحكاته ترى مسحة الحزن مرسومة على عينيه حتى انه قال مرة كثيرون يقولون إنني إنسان محظوظ أغدقت علي الأقدار في سنوات معدودة ما لم تغدقه على غيري في سنين وأنا أقول هؤلاء نسوا سنوات البناء والتدريب نسوا أني مكثت تسعة أعوام أتعلم الموسيقى ثم إن قانون التعويض الإلهي طبقته علي أخذت مني صغيرا كل شيء وأعطتني كبيرا كل شيء والأخير لا يوازي الأول لان مجدي وصيتي ومالي لا يساوي خفقة حنان من أمي لمسة حب من أبي وعلى أي حال أنا أحمد الله كثيرا وقد عوضني بأصدقائي.
عرف حليم الحب لمرة واحدة في حياته ويقال انه أحبها بجنون ولكن أهلها أبوا و زوجوها لشخص آخر وعندما كانوا يسألون حليم عن قصص حبه أو بطولات حبه فكان يصمت ولا يتحدث عن نبضات قلبه على الع** من بعض الفنانين الذين يتفاخرون بقصص حبهم فكان حليم يريد فتاة تحبه لشخصه كحليم شبانه الرجل البسيط ألفلاحي المزاج وليس كعبد الحليم حافظ المغني الكبير ذو الصوت الساحر.
عامل حليم أهله بكل إحسان واشترى لهم دارا وعاش معهم يقدم لهم المال والمساعدة ولم ينس أصدقائه فكان يعاملهم أحسن معاملة ولم يكن ينام إلا القليل وأيامه تعب وعمل وإرهاق بالبروفات المطولة ولعل حلمه الأقوى لم يتحقق فكان يحلم أن يمثل في فيلم بدون غناء ليثبت انه ممثل ناجح إلا أن حلمه بقي في رحم الخيال دون أن يخرج إلى واقع الحقيقة.
فيلموغرافيا:
1- لحن الوفاء 1955
2- أيامنا الحلوة 1955
3- أيام وليالي 1955
4- ليالي الحب 1955
5- موعد غرام 1956
6- دليلة 1956
7- فتى أحلامي 1957
8- بنات اليوم1957
9- الوسادة الخالية1957
10- شارع الحب 1959
11- حكاية حب 1959
12- البنات والصيف 1960
13- يوم من عمري 1961
14- الخطايا 1962
15- معبودة الجماهير 1967
16- أبي فوق الشجرة 1969
ظهر كضيف شرف في فيلم إسماعيل ياسين بوليس حربي عام 1959.